الرئيسية
أحدث الصور
من طرف ابن العروب الثلاثاء يناير 05, 2010 6:37 pmعملية استشهادية وفي الإطار صورة للمهندس عياش
غزة - تقرير صوت الأقصى
'الثعلب' و'الرجل ذو الألف وجه' و'العبقري' هذه الألقاب وغيرها كانت تطلقها وسائل الإعلام الصهيونية على القائد المهندس الأول في كتائب القسام المجاهد يحيى عياش إضافة إلى ذلك فقد عبر عدد من قادة العدو عن إعجابهم بشخصيته.
إنه من قال عنه -أحد كبار العسكريين الصهاينة- 'شمعون رومح': 'إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع'.
مع والديه
من هو المهندس ؟
يحيى عيَّاش وُلِد في نهايات مارس 1966، نشأ في قرية 'رافات' بين نابلس وقلقيلية لعائلة متدينة تصفه بأنه حاد الذكاء، دقيق الحفظ، كثير الصمت، خجول هادئ.
بدأ يحفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره، حصل في التوجيهي على معدل 92.8% -القسم العلمي، ليلتحق بجامعة بيرزيت- قسم الإلكترونيات، وظلَّ على حبه الأول للكيمياء التي أصبحت هوايته، أصبح أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، وبعد تخرجه حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا، ورفضت قوات الاحتلال طلبه. تزوَّج عيَّاش بعد تخرجه من ابنة عمته، ورزقه الله ولده البكر 'البراء'،ثم 'يحيى' قبل استشهاده بأسبوع تقريبًا .
بدأت عبقريته العسكرية تتجلى مع انطلاق شرارة الانتفاضة الأولى 1987م، كتب أبو البراء رسالة إلى كتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام يوضح لهم فيها خطةً لمجاهدة اليهود عبر العمليات الاستشهادية وأُعطي الضوء الأخضر وأصبحت مهمة يحيى عيَّاش إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار.
مجزرة الحرم
ولكن الولادة الحقيقية للمهندس وعملياته العبقرية كانت إثر رصاصات باروخ جولدشتاين وهي تتفجر في رؤوس وأجساد الساجدين في الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن في الخامس عشر من رمضان عام 1994م.
حينها نزف الدم الفلسطيني على أرض الحرم الإبراهيمي فغلت الدماء في قلوب المسلمين لكن قلب يحيى قرَّر أن يغلي بطريقة مميزة، تلقن الحقد اليهودي درسًا لا يمكن نسيانه.
فبعد مرور أربعين يوما على مجزرة الإبراهيمي كان الرد الأول؛ حيث فجَّر الاستشهادي 'رائد زكارنة' حقيبة المهندس في مدينة العفولة؛ ليمزق معه ثمانية من الصهاينة ويصيب العشرات.وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر 'عمار العمارنة' نفسه لتسقط خمس جثث أخرى من القتلة.
وبعد أقل من شهر انسحب الاحتلال من غزة، ولكن في 19-10-94 انطلق الشهيد 'صالح نزال' إلى شارع ديزنغوف في وسط تل الربيع ليحمل حقيبة المهندس ويفجرها ويقتل معه اثنين وعشرين صهيونيًّا. وتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في عمليات المهندس عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح.
عياش ورابين
تحوَّل المهندس بعملياته الاستشهادية إلى كابوس يهدد أمن كيان الاحتلال وبلغ الهوس الصهيوني ذروته حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحق رابين: 'أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست.
وبعد أربع سنوات مليئة بأشلاء الصهاينة تمكَّن جهاز الشاباك من الوصول إلى معلومات عن موقع المهندس، وتسلله إلى قطاع غزة.
وفي صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م كان يحيى عياش على موعد للاتصال بوالده عبر الهاتف النقال , وما كاد المهندس يُمسك بالهاتف ويقول لوالده: 'يا أبي لا تتصل على البيلفون…'، عندها دوى انفجار وسقط المهندس لينفجر الرأس الذي طالما خطَّط ودبَّر في كيفية الانتقام من الصهاينة.. وتتناثر أجزاء من هذا الدماغ الطاهر لتعلن عن نهاية أسطورة خلَّفت وراءها العشرات من المهندسين ممن أرقوا مضاجع الاحتلال، وما زالوا أبناء لمدرسة عياش.
